إبـن
صـيـاد
السـمـك
كان
يا ماكان في
قديم الزمان
كان هناك صياد
سمك يدعى
صابر، وكان
ينفق جزءاً
مما يصطاده
لإطعام
الأسرة وجزء
للبيع. وكان
يشتري
بالنقود التي
يحصل عليها من
بيع السمك
الملابس وكل
ما يحتاجه في
المنزل، وقد
ورث حرفة
الصيد عن أبيه
وعلّمها
لأبنائه،
وكان الإبن
الأكبر إسمه
ظافر. وكان
ظافر في طفولته
يذهب إلى
الكتـّاب حيث
تعلّم جيدا
القراءة
والكتابة
والحساب. وكان
شجاعا جريئا،
عاقلا، فطنا،
بليغا، وطيبا.
وبعد إنهاء
دراسته في
الكتـّاب كان
يذهب إلى شاطئ
البحر يساعد أباه.
وأنهى ظافر
دراسته وأخذ
يزاول صيد السمك
مع والده.
وذات مرة ذهب
صابر مع ظافر
إلى البحر
وألقيا
الشبكة
ولكنهما لم
يصطادا شيئا.
وفي المرة
الثانية
ألقيا الشبكة
ولم تقع فيها حتى
سمكة صغيرة،
وفي المرة
الثالثة لم
يحالفهما
الحظ. وظلا
هكذا يلقيان
الشبكة حتى
المساء ولكن
بلا فائدة.
وكاد صابر أن
يبكي، إذ أن
لديه عشرة من
الأولاد وليس
لديه ما
يطعمهم به.
ومرة ثانية
ألقيا
الشبكة، وبعد
مرور برهة من
الزمن شعرا
بأنها ثقيلة،
وقاما بسحب
الشبكة إلى
الشاطئ
بصعوبة شديدة
ووجدا فيها
سمكة ضخمة ذات
منظر عجيب.
وقد فرحا بهذا
الصيد ونسيا
التعب. خشى
صابر أن تقوم
السمكة بسحب الشبكة
إلى البحر
فأوثق الشبكة
بأحد الصخور على
الشاطئ ثم قال
لظافر:
-
إبق هنا وسوف
أذهب إلى
المدينة
وأحضر بعيرا لكي
أحمل عليه
السمكة إلى
السوق،
فثمنها لا يقل
عن ثلاثين
دينار، وأنا
لا أتقاضى
مبلغ كهذا في
ثلاثة أشهر.
إن صيد سمكة
كهذه يعتبر
شيئا نادرا.